Monday 29 January 2007

مقال د.عصام الفليج في جريده الوطن الكويتية

الشيعة أكثر حباً لآل البيت
كتب:د.عصام عبداللطيف الفليج
هل الشيعة فعلا اكثر محبة واخلاصا من غيرهم لآل البيت الاطهار عليهم السلام؟ اقولها بلا تردد «نعم» وألف «نعم»، بل هم اكثر محبة لآل البيت من آل البيت انفسهم من (السادة) السنة!وبكل بساطة.. لو سأل أي منا ابنه: ماذا تعرف عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم؟ لوجدته يتلكلك في الاجابة الا من رحم ربي، فما بالك لو سألته عن الحسن والحسين وعلي زين العابدين وموسى الكاظم (ع)، ولو سأل أي شيعي ابنه: ماذا تعرف عن آل بيت النبي (ع)؟ لوجدته يرص لك الاجابة رصا ولو كان في الصف الاول الابتدائي!واذا عدنا الى الوراء لوجدنا ان الصحابة رضوان الله عليهم متفقين في محبة آل البيت (ع) بعد محبة الله عز وجل ومحبة نبيه عليه افضل الصلاة وازكى التسليم، ولا يختلفون في ذلك، وفي الروايات والاحاديث والسيرة الكثير من الحقائق التي تثبت ذلك، وانقسامهم الى صفين انما هو امر نبأ به النبي صلى الله عليه وسلم لقوله للحسن بن علي (ع) «ان ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»، وهاتان الفئتان كلتاهما سنة أي متبعين سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن انحازوا لعلي بن ابي طالب وآل البيت الاطهار هم شيعتهم أي اتباعهم وبنفس الوقت هم سنة، ولولا غدر اهل العراق بآل البيت لما آل حال المسلمين الى ما نحن عليه الآن من فتن عظيمة لم تنته، وبدل ان نجلد الذات في ذكرى عاشوراء لذنب اقترفه اهل العراق فلنوجه اللوم لهم ولنجلدهم هم ولنقض عليهم، وحتى لا نظلم كل العراقيين عبر تلك السنين، فلنفرزهم ونصنفهم، ولمزيد من التمحيص والعدل لنبحث عمن كان مشاركا في ذلك الغدر حتى لا تزر وازرة وزر اخرى، ولا نظلم احدا بجريرة غيره.ان محبة آل البيت (ع) واجب شرعي لا خلاف فيه، وان قصر مسلم في ذلك فعليه محاسبة نفسه ومراجعتها، فلنا في الصحابة قدوة حسنة في تلك المحبة، فقد قال أبو بكر رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم احب اليَّ ان اصل قرابتي» وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا اصابهم القحط استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقال: «اللهم ان كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا، وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا» فيسقون.اننا بحاجة لأن نتذاكر بسيرة آل البيت (ع) جميعا والتعرف عليهم وعلى مناقبهم، فذاك الفدائي، واولئك سيدا شباب اهل الجنة، وهذا الكاظم، وذاك زين العابدين، وهذا الرضا، وذاك السجاد، وهذا الصادق.. وغيرهم كثير، أفلا نحسن التعامل معهم؟! لقد آن الاوان لنعيد التفكير بشكل صحيح في محبتنا لآل البيت، فهم ليسوا ملكا لطائفة دون اخرى، فهم آل بيت نبينا جميعا، وليسوا للشيعة دون السنة، أو للسنة دون الشيعة، فإذا اجتمعت الطوائف على حب آل البيت ولم تختلف قلوبهم، هان ما بعد ذلك، وان صدقت النوايا سهل العمل، فلا محبة فوق محبة الله عز وجل، ولا محبة بعدها فوق محبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا محبة بعدها فوق محبة من احبهم رأس البيت عليه الصلاة والسلام.***عن زيد بن ارقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة. فحمدالله واثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: «اما بعد، الا ايها الناس، فإنما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب، وانا تارك فيكم ثقلين: اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال «واهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي».تاريخ النشر: الاثنين 29/1/2007

0 comments: