هبه الله علينا

هبه الله علينا

حين اتم المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم دعوته للاسلام كان على علم تام بالفتن التي ستقرض الرساله وليس المرحوم عبدالله السالم بافضل من المصطفى في هذا الشأن فحين وُلد الدستور لابد وانه كان على يقين من الازمات التي سيتعرض لها الشعب والدوله والدستور كثالوث لاينبغي فصله وتزداد المشاكل نظرا لانه قانون وضعي وضعه بشر مثلنا خطاؤون

لست بتلك العالمه بجميع مواد الدستور حرفيا الا انني اعلم انه منهج تسير وفق شئونه الدوله-او هذا مايفترض به ان يكون- منهج يحوي الحقوق والواجبات ويحفظها.

مجلس الامه الكويتي كان الى وقت قصير تطبيق فعلي للديمقراطيه وكل من التزم بالتصويت او بالترشيح كان يعرف تماما انه يشارك بما كفله الدستور سواء كان الشخص متدين, متحرر او معتدل .

وجود مجلس الامه كما افهمه شخصيا يعني وجود ممثلين عن الشعب في مكان واحد يقترحون مايفيد الدوله والشعب ويسهل بعض الامور , يحلون بعض المشاكل التي يمر فيها المواطن البسيط الذي اوصلهم لذلك المكان وهو بالنهايه مكان يجعل الكويت افضل كبلد حين نوصل الافضل من الشعب.

لست بخبيره او محلله سياسيه ولا املك تاريخ يحوي كل الازمات والحلول التي مر فيها مجلس الامه الا ان المجنون يعي ان ماتمر فيه البلد ازمه شعب وليست ازمه ديمقراطيه. نحن مقسمين الى فئات شئنا ام ابينا نجمع البدو والحضر الشيعه والسنه على اختلاف اصولهم نصرخ باسم الكويت الا ان الصرخه احيانا نكبتها لصالح فئتنا. فحين تعرض أي قضيه على الشعب لابد وان نرا دائره مقسمه الى اربع اقسام تشمل المعارضين, المؤيدين والغير مهتمين او السلبيين والجزء الرابع للاسف لانجده هنا وهم المعنيين بايجاد الحلول ولايهم أي فئه كانو.

بامكاني ان اسطر أي قضيه سخيفه سواء كانت التأبين, الفرعيات او ازمه الازاله وكمواطنه لاتلم بابجديات السياسه اعلم كغيري اننا بالكويت تفرقنا الازمات ولانجد مايعيد تجميعنا وانني اكاد افقد ثقتي بالشعب واعلم ان معظمهم لايستحقون نعمه الكويت ولا ابالي باي رد واي اعتراض.

حين تستخدم الديمقراطيه لنسف الديمقراطيه فلابد ان نبحث عن المُستخدم. والمستخدم ليس سوى الشعب فحينما نقول ونؤمن بان المشاكل التي تتعرض لها فئتنا لن يحلها الا من هو من فئتنا فلسنا بمخطئين وانا اقسم على ذلك والا لما كان القرآن العربي نزل على العرب بواسطه عربي شريف كريم في مهد الرساله. الا ان الرساله بحد ذاتها تغذت بالعرب والعجم والروم والامثال والاشخاص انتم على يقين منهم .
لذا فلو نمت تلك الديمقراطيه في بيئه تجهل ان الفئه واجب الكل والكل واجب الفئه لما اصبحنا بحاجه لنواب نوصلهم لحل مشكله حسينيه, مسجد او ديوانيه. ونضيع سنين من حياة الكويت وننسف التجارب التي تقودنا للتنميه من اجل تلك المشاكل.

حين نكفل البيئه الملائمه للديمقراطيه الكويتيه لن نحتاج لنائب من عائله,مذهب,منطقه,تجاره يقوم بامورهم وامور ابنائهم وخدمهم والشجره التي تزين حديقتهم. بامكاني ان اكتب عن أي فئه كانت وماتطمح به من خلال المجلس وانتم تعرفون كما اعرف ان كلمه ماتطمح به لاتشمل الكويت باول القائمه-هذا وان احتوت عليها القائمه- هل هذا يعني انهم لايحبونها كدوله؟ بالطبع لا بل لايجمعهم على هذه الارض الا حبهم لها
الا انهم بشر والبشر يطمعون بالمزيد ويظنون ان امور البلد ولا بد وان هناك من يعالجها وكأننا بحاجه ان نزيد من العماله الوافده لتحل محل الشعب حتى ينصرف الشعب لمصالحه الخاصه.


انا اكاد افقد الامل في الشعب الذين يوصلون مايشائون للمجلس وبعد خمس دقائق تسمعهم ذاتهم يذمون اختياراتهم وبعد انقضاء مده المجلس يوصلون نفس الاشخاص باختلاف الملامح والاسامي.

لابد بنا ان نعي الكلام الذي نؤمن فيه وندافع عنه فجميعنا على اختلافنا نعلم انه ان حدث وتكلم صعلوك ليضر بالكويت ستخبت نيران الفتن ونرد عليه ككويتيين الا ان النيران لن تلبث الا و تجد وقودها وتأكل من جديد.
والوقود ليس بالاهميه ان يكون خارج الحدود, بل مايجب ان نخافه هو نحن ومواقفنا ومطامعنا واهميه هذه الارض لنا.
لماذا نجعل سوء النيه تجاه من نتقاسم معهم الارض ؟ بل لماذا لانسمع الكلام بدل ان نرا من يقوله ونستبق الردود. ونحن بذاتنا مجبرين سياسيا على احترام من لايحبون الكويت ويريدون اختفائها وبل ونستقبلهم على ارضنا !


انا كمواطنه مقصره جدا في حقي وطني ولم اقدم له أي شيء حتى الان الا انني بكل امانه مرتاحه الضمير لانني لم اشارك بالتصويت في الانتخابات الماضيه للمجلس الحالي ولم اعمل على ايصال من لا اثق به حتى يحمي ارضي وبالتالي ابكي على الاطلال. صحيح انني الوم نفسي على سلبيتي وعدم مشاركتي بما كفله الدستور لي الا انني احتراما للدستور اشكر الله انني لم استأثم بالكويت لانني كنت لاصوت لنواب حضرت ندوتهم وقرأت عنهم الكثير الا انني لم ارى حتى ظلهم بالمجلس.

لا اريد كويتا يلوم فيها الحضري البدو على فرعياتهم فيرد البدوي بتقصير الحضر عن ازاله تعدياتهم ويصرخ الشيعي برفضه لعرقله مسجد ويجيب السني بانه لا يريد الفتن وترى تاجرا يضيف ان حل الازمه الاقتصاديه العالميه بضخ الملايين لشركته وشركه جيرانه ويقول المنتف صاحب البورش ومحفظته لاتحوي الا نصف دينار
ورقي ومئتين وخمسين فلس خرده بان على الكويت ان تدفع ثمن قرضه اولا فما هو باقل من اصحاب الدماء الزرقاء
اريد كويتي انا, ارض تحوي رمال الصحراء الذهبيه وتغازلها امواج الخليج الزرقاء, اريد تلك التي يتكرر فيها اسم الله في اليوم اكثر من 10 مرات من مئاذن المساجد الشيعيه والسنيه, اريد تلك الكويت التي يقدم فيها الجار لجاره الحريه ان يستغل ارضه واماكن ايقاف سياراته لاقامه عزاء سواء كان لاهل الكويت ام لاهل البيت وذريتهم. اريد كويتي انا من تكفل لي تعليما حرفيا يقدمه لي مدرسين من بنو جلدتي لايهمهم سوى ان يبنو اجيالا تحمل ذات المسئوليات وتسير بذاك الدرب للتنميه, الكويت التي توفر لي اعلى مستويات الرعايه الصحيه وتقدم لي مسكنا لائقا وامنا دائما . اريد الكويت التي وفرت لي الحريه بان اكتب واقرأ وانقد وامدح.
اريد الكويت ارضي انا من تجعل الدمع يثور على خدي حين تلامس اذني الحان اغنيه وطنيه
اريد ان استحقها
واريد عينا واحده نتشارك بها لنرى الكويت فيها
اريدها هي من بناها اجدادي من حماها ابائي حتى ينعم فيها ابنائي ويأمن بذات الخير احفادي